اعراض التوحد عند الاطفال: كيف تكتشف العلامات الأولى وتتخذ القرار الصحيح؟
اعراض التوحد عند الاطفال أصبحت محل اهتمام كبير لدى الكثير من الأهالي في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب ازدياد الوعي المجتمعي حول مرض التوحد أو ما يُعرف طبيًا بـ اضطراب طيف التوحد.
هذا الاضطراب لا يرتبط بعرق أو جنسية أو مستوى اقتصادي، بل يمكن أن يظهر عند أي طفل منذ مراحل مبكرة من عمره، وغالبًا ما تبدأ علامات التوحد عند الرضع في الظهور خلال أول عامين من الحياة. من المهم أن يدرك الأهل أن الاكتشاف المبكر يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة الطفل.
ومن هنا يبرز دور مركز عالم التوحد للتأهيل الطبي كجهة رائدة في تقديم خدمات التشخيص المبكر، التأهيل السلوكي، النطق، والعلاج الوظيفي للأطفال المصابين بطيف التوحد، وذلك من خلال فريق متخصص وتجهيزات متقدمة تواكب أحدث البروتوكولات العالمية في علاج اعراض التوحد عند الاطفال.
تعريف اضطراب طيف التوحد
اضطراب طيف التوحد حالة عصبية تطورية معقدة تؤثر على نمو الدماغ، ما يؤدي إلى صعوبات في التفاعل الاجتماعي، التواصل اللفظي وغير اللفظي، وأنماط سلوك متكررة أو محدودة. يُطلق عليه اسم “طيف” لأنه يظهر بدرجات مختلفة من الشدة والخصائص من طفل لآخر، وقد يكون مصحوبًا بإعاقات ذهنية أو حسية أو قد يظهر لدى أطفال ذوي قدرات عقلية طبيعية أو حتى فائقة.
أسباب الاضطراب
رغم التقدم العلمي الكبير في فهم مرض التوحد، فإن الأسباب الدقيقة وراء ظهور اعراض التوحد عند الاطفال لا تزال غير مؤكدة بنسبة 100%. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن هناك مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية قد تتداخل لتزيد من احتمالية إصابة الطفل بـ اضطراب طيف التوحد. لا يُعتبر العامل الوحيد كافيًا للإصابة، بل غالبًا ما يكون نتيجة تفاعل معقد بين عدة عوامل:
العوامل الوراثية والجينية:
تظهر الأبحاث أن هناك ارتباطًا وراثيًا في بعض حالات التوحد، خاصة عندما يُصاب أحد الأشقاء. تم التعرف على طفرات جينية معينة قد تؤثر في نمو الدماغ وتطوره.
الاضطرابات العصبية:
بعض الأطفال الذين يعانون من اعراض توحد خفيف أو أشد، وُجد أنهم يملكون اختلافات في بنية الدماغ أو طريقة الاتصال بين خلاياه العصبية، خاصة في مناطق مسؤولة عن التواصل الاجتماعي والإدراك.
مشكلات أثناء الحمل أو الولادة:
تعرض الأم لمشكلات صحية مثل الالتهابات الفيروسية، السكري، أو تسمم الحمل، بالإضافة إلى نقص الأكسجين أثناء الولادة، قد يزيد من خطر ظهور علامات التوحد عند الرضع لاحقًا.
العوامل البيئية:
هناك دراسات بحثت في تأثير العوامل البيئية مثل التلوث أو التعرض للمواد الكيميائية السامة خلال الحمل، ولكن لم يتم التأكد من علاقتها المباشرة.
العمر المتقدم للوالدين:
تشير بعض الدراسات إلى أن إنجاب الأطفال في سن متأخرة، خاصة لدى الرجال، قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بـ اعراض التوحد عند الاطفال.
الجدير بالذكر أن اللقاحات لا علاقة لها بظهور التوحد، وهذه المعلومة تم نفيها علميًا بشكل قاطع، حيث لا توجد أي أدلة تربط بين اللقاحات وظهور أعراض التوحد.
اعراض التوحد عند الاطفال
ضعف التواصل البصري أو تجنبه تمامًا
يعاني اطفال التوحد من صعوبة في النظر إلى أعين الآخرين أو تجنبه تمامًا، ما يؤثر على قدرتهم على فهم المشاعر وتكوين روابط اجتماعية.
تأخر في الكلام أو عدم استخدام اللغة للتواصل
قد لا يتحدث بعض الأطفال إطلاقًا، بينما يتحدث آخرون بكلمات محدودة أو يستخدمون اللغة بشكل غير تقليدي مثل تكرار نفس العبارة.
عدم الاستجابة عند مناداة الاسم
من العلامات المبكرة التي قد يلاحظها الأهل هو تجاهل الطفل لاسمه مرارًا، فيعطي انطباعًا خاطئًا بوجود مشكلة في السمع.
صعوبة في تكوين صداقات أو التفاعل الاجتماعي
اعراض التوحد عند الاطفال الانعزال، اللعب بمفرده، وقد لا يهتم بمشاركة الألعاب أو الأنشطة مع الآخرين.
تكرار الحركات (مثل رفرفة اليدين أو الدوران)
يظهر سلوك متكرر غير اعتيادي كأن يلوح بيديه أو يدور حول نفسه بشكل متكرر عند الشعور بالحماس أو التوتر.
تمسّك صارم بالروتين وصعوبة التكيف مع التغيرات
يتضايق الطفل عند حدوث أي تغيير في روتينه اليومي، حتى لو كان بسيطًا، وقد يدخل في نوبات غضب شديدة نتيجة لذلك.
الانزعاج من الأصوات أو اللمسات أو الروائح
يظهر الطفل حساسية مفرطة تجاه بعض الأصوات العالية أو الملابس أو الروائح، ما قد يؤدي إلى ردود فعل انفعالية قوية.
السمات المبكرة للتوحد
في مراحل الرضاعة الأولى، قد تظهر بعض اعراض التوحد عند الاطفال قبل بلوغ العامين، وهي إشارات دقيقة لكنها بالغة الأهمية في الكشف المبكر.
عدم الابتسام أو التفاعل الاجتماعي
من أولى اعراض التوحد عند الاطفال، أن الطفل لا يبتسم للآخرين أو لا يُظهر استجابة عاطفية عند التفاعل الاجتماعي قبل عمر 6 أشهر، وهو ما قد يلفت انتباه الأهل سريعًا.
عدم تتبع الأشياء بالنظر
من العلامات المبكرة أيضًا أن الطفل لا يتابع حركة الأشياء أو الأشخاص بعينيه، وهو سلوك يظهر عادة في الأشهر الأولى، وقد يكون من مؤشرات اعراض التوحد عند الاطفال.
عدم المناغاة أو إصدار الأصوات
الرضيع المصاب قد لا يُصدر أصواتًا أو مناغاة كما هو متوقع في مراحل النمو، وهو تأخير واضح في التطور اللغوي من أبرز اعراض التوحد عند الاطفال.
تأخر في الزحف أو الحبو
في بعض الحالات، يُلاحظ تأخر ملحوظ في المهارات الحركية مثل الزحف أو الحبو أو المشي، يُعد من المؤشرات الحركية المرتبطة بـ اعراض التوحد عند الاطفال في مراحله الأولى.
ما هي درجات مرض التوحد عند الأطفال؟
يُقسّم اضطراب طيف التوحد إلى ثلاث درجات رئيسية تختلف في شدة اعراض التوحد عند الاطفال ومدى حاجتهم للدعم، ويساعد هذا التقسيم الأطباء والمعالجين في وضع خطة علاج مناسبة لكل حالة.
الدرجة الأولى (توحد خفيف – يحتاج إلى دعم)
يُعرف أيضًا بـ”التوحد عالي الأداء”. في هذه المرحلة، تظهر بعض اعراض التوحد عند الاطفال بشكل خفيف مثل صعوبات التواصل الاجتماعي أو عدم فهم الإشارات غير اللفظية، مع قدرة الطفل على الحديث والتعلم. يمكن لهؤلاء الأطفال الاندماج في المدرسة والمجتمع عند تلقي دعم مناسب.
الدرجة الثانية (توحد متوسط – يحتاج إلى دعم كبير)
في هذه الدرجة، تكون اعراض التوحد عند الاطفال أكثر وضوحًا، ويحتاج الطفل إلى دعم منتظم في التواصل، سواء كان لفظيًا أو غير لفظي. قد يستخدم كلمات محدودة أو لغة غير واضحة، ويواجه صعوبة في فهم التعليمات أو التعبير عن احتياجاته. يظهر السلوك النمطي بشكل أوضح مثل الهز أو ترتيب الأشياء، كما قد يُظهر الطفل مقاومة كبيرة للتغيير. يتطلب التعامل مع هذه الدرجة خطط علاجية أكثر شمولًا تشمل التأهيل اللغوي، السلوكي، والعلاج الوظيفي.
الدرجة الثالثة (توحد شديد – يحتاج إلى دعم مكثف)
تُعد الأشد بين الدرجات الثلاث، وتكون اعراض التوحد عند الاطفال هنا بالغة الحدة، ويعاني الطفل من صعوبات كبيرة في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وقد لا يتحدث على الإطلاق. تظهر عليه سلوكيات نمطية بشكل كبير مثل هز الرأس باستمرار أو حركات متكررة مبالغ بها. غالبًا ما يكون هناك ضعف في الاستجابة للمؤثرات البيئية، وقد لا يبدي أي اهتمام بالأشخاص من حوله. يحتاج الطفل في هذه الحالة إلى إشراف دائم، ودعم متخصص يوميًا يشمل التخاطب، العلاج المهني، تعديل السلوك، ودعم الأسرة.
خصائص أخرى مصاحبة لاضطراب طيف التوحد
بالإضافة إلى اعراض التوحد عند الاطفال الأساسية، مثل صعوبات التواصل والسلوكيات النمطية، هناك مجموعة من الخصائص الثانوية التي تظهر لدى العديد من الأطفال المصابين بـ التوحد عند الأطفال، وتُعد مؤشرات مهمة في تقييم الحالة وتقديم الرعاية المناسبة. من أبرز هذه الخصائص:
1. قلّة الانتباه وصعوبة التركيز
يعاني الكثير من أطفال التوحد من صعوبات واضحة في القدرة على التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة. قد يبدو الطفل وكأنه غير منتبه عند التحدث إليه، أو يفقد اهتمامه سريعًا أثناء اللعب أو تنفيذ الأنشطة. هذه السمة قد تُخلط أحيانًا مع أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، لكن الفرق يكمن في طبيعة الاستجابة والسياق العام. كما أن الطفل قد يظهر اهتمامًا شديدًا في موضوع واحد فقط ويتجاهل ما سواه، وهو ما يُعرف بـ”الاهتمام الضيق”. وتُعد هذه من اعراض التوحد عند الاطفال التي قد تتأخر في الملاحظة مقارنة بالسمات الاجتماعية.
2. اضطرابات النوم
من أكثر المشكلات شيوعًا بين الأطفال المصابين بـ طيف التوحد هي اضطرابات النوم، والتي تشمل صعوبة في الخلود إلى النوم، أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، أو الاستيقاظ المبكر دون القدرة على العودة إلى النوم. وتُعزى هذه المشكلة غالبًا إلى اضطرابات في تنظيم هرمون الميلاتونين، بالإضافة إلى فرط الحساسية تجاه الأصوات أو الإضاءة. قلة النوم قد تزيد من حدة السلوكيات السلبية خلال النهار، وتُفاقم التحديات المرتبطة بالتركيز والانفعال، وتُعد ضمن اعراض التوحد عند الاطفال الثانوية التي تحتاج إلى تقييم دقيق.
3. حركات انفعالية مفاجئة
يُظهر بعض الأطفال المصابين بـ اعراض التوحد سلوكيات انفعالية مباغتة مثل الصراخ، أو إصدار أصوات حادة، أو نوبات غضب لا تتناسب مع الموقف. هذه السلوكيات لا تعني بالضرورة سوء التربية، بل غالبًا ما تكون استجابة حسية أو تعبيرًا عن توتر داخلي أو عدم قدرة على التعبير اللفظي. الطفل قد يزفر بقوة، يركل، أو يندفع فجأة في مواقف غير متوقعة، كرد فعل للتغير المفاجئ أو لفشل في إيصال حاجته بطريقة مفهومة. ويُصنف هذا النوع من التفاعل الحاد أيضًا من اعراض التوحد عند الاطفال السلوكية الأكثر شيوعًا.
4. مشاكل حركية دقيقة أو عامة
من الخصائص الأخرى التي تصاحب بعض حالات اعراض طيف التوحد وجود صعوبات في المهارات الحركية، مثل التوازن، تنسيق الحركات، أو الإمساك بالأشياء بدقة. قد تجد الطفل يجد صعوبة في استخدام المقص، أو في ربط الحذاء، أو حتى في الجلوس بثبات على الكرسي. هذا التحدي قد يؤثر على مشاركته في الأنشطة المدرسية أو اللعب مع أقرانه، فيتطلب تدخلًا من أخصائي العلاج الوظيفي لتحسين المهارات الحركية تدريجيًا. وتُعتبر هذه التحديات الحركية من اعراض التوحد عند الاطفال الأقل وضوحًا لكنها مهمة جدًا في التشخيص الشامل.
5. اضطرابات حسية
يُعد الخلل في الاستجابات الحسية أحد أبرز اعراض التوحد عند الاطفال وأكثرها تعقيدًا. بعض الأطفال يُظهرون فرط حساسية تجاه الأصوات العالية، مثل صوت الخلاط أو المكنسة، فيغطّون آذانهم ويبكون. في المقابل، قد يُظهر آخرون نقصًا في الإحساس بالألم، فلا يتفاعل مع إصابة أو لسعة كما يتوقع. كذلك قد يرفض الطفل بعض أنواع الملابس بسبب ملمسها، أو يُفضل أطعمة معينة فقط بسبب مذاقها أو قوامها. فهم هذه الاضطرابات الحسية ضروري لتوفير بيئة مناسبة وتفادي مسببات الانزعاج.
مدى شيوع اضطراب طيف التوحد
انتشر اضطراب طيف التوحد بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة، ولم يعد يُعتبر من الاضطرابات النادرة كما كان يُعتقد في السابق. فيما يلي أهم النقاط التي توضّح مدى شيوعه على مستوى العالم وفي المجتمعات العربية:
نسبة الانتشار عالميًا:
بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO)، يُقدّر أن طفلًا واحدًا من بين كل 100 طفل حول العالم مصاب بواحد من أشكال مرض التوحد. هذا يعني أن ملايين الأطفال حول العالم يعيشون مع اعراض التوحد عند الاطفال بدرجات متفاوتة.
الانتشار في المجتمعات العربية:
تشير الدراسات الحديثة إلى تزايد واضح في حالات التوحد عند الأطفال في الوطن العربي، وذلك نتيجة تحسّن أدوات التشخيص، وازدياد وعي الأسر والمجتمع بـ اعراض التوحد عند الاطفال والعلامات المبكرة. المراكز المتخصصة مثل مركز عالم التوحد للتأهيل الطبي لعبت دورًا مهمًا في هذا التحول.
الفروق بين الجنسين:
تنتشر اعراض التوحد عند الاطفال بين الذكور أكثر من الإناث، بنسبة تُقدَّر بثلاثة إلى أربعة أضعاف، إلا أن أعراض التوحد قد تكون أقل وضوحًا لدى الإناث فيؤدي إلى تأخر التشخيص في بعض الحالات.
ارتفاع الحالات المشخّصة حديثًا:
مع اتساع برامج الفحص المبكر، خاصة في المدارس وعيادات الأطفال، يتم اليوم اكتشاف عدد أكبر من الحالات في وقت مبكر. وهذا يتيح التدخل العلاجي في المراحل الحرجة من نمو الطفل، يحسّن نتائجه على المدى البعيد.
التقدم في أدوات التقييم:
سابقًا، كانت العديد من حالات اعراض طيف التوحد تمرّ دون تشخيص، أو تُفسَّر على أنها اضطرابات سلوكية فقط. أما الآن، فالتطور في المعايير التشخيصية (مثل DSM-5) ساعد على تحديد الطيف بدقة، بما يشمل اعراض توحد خفيف أو شديد.
الدور الحاسم للوعي الأسري:
أسهمت وسائل الإعلام ومبادرات المراكز العلاجية والتأهيلية في توعية الأهالي حول اعراض التوحد عند الاطفال، ما زاد من معدلات التوجه للفحص الطبي، وشجع على كسر حواجز الصمت المرتبطة بالخجل أو الخوف من الوصمة الاجتماعية.
التقديرات المستقبلية:
مع استمرار التطور في العلم والتكنولوجيا، يتوقّع الباحثون أن تتضح الصورة أكثر في السنوات القادمة، سواء من حيث عدد الإصابات الفعلية أو فهم العوامل البيئية والجينية المرتبطة.
كيف يُعالَج اضطراب طيف التوحد؟
يُعد التدخل المبكر المتكامل أفضل وسيلة للتعامل مع اعراض التوحد عند الاطفال، من خلال برامج علاجية وسلوكية مخصصة تُشرف عليها فرق متعددة التخصصات مثل الموجودة في مركز عالم التوحد للتأهيل الطبي.
العلاج السلوكي التطبيقي (ABA):
يُعد من أكثر الأساليب فاعلية في تعديل سلوكيات الطفل وتنمية مهاراته الاجتماعية واللغوية. يعتمد على مبدأ التعزيز الإيجابي وتكرار المهام، ويُستخدم لتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها مثل التكرار أو الاندفاع، وتحفيز التفاعل والتواصل.
علاج النطق واللغة:
نظرًا لأن اعراض التوحد عند الاطفال تشمل غالبًا تأخرًا في اللغة أو صعوبة في التعبير، فإن جلسات التخاطب والنطق تُعد ضرورية. تساعد الطفل على تطوير قدرته على التعبير، فهم اللغة، واستخدام الكلمات المناسبة. في الحالات غير اللفظية، يتم استخدام وسائل بديلة مثل التواصل بالصور أو الأجهزة المساعدة.
العلاج الوظيفي (Occupational Therapy):
يُركّز على تطوير المهارات الحركية الدقيقة، والانخراط في الأنشطة اليومية مثل ارتداء الملابس، استخدام الأدوات المدرسية، أو الأكل باستقلالية. كما يعمل على تدريب الطفل على التفاعل مع البيئة المدرسية والمنزلية.
العلاج الحسي (Sensory Integration Therapy):
يعاني بعض الأطفال من اضطرابات في المعالجة الحسية، مثل فرط أو نقص الاستجابة للمؤثرات البيئية. يهدف هذا النوع من العلاج إلى تنظيم ردود الفعل الحسية، ما يساعد الطفل على الشعور بالراحة في المواقف اليومية وتقليل الانفعالات المفرطة.
الدعم التربوي والتعليمي:
يجب أن يكون لدى الطفل خطة تعليمية فردية داخل المدرسة، تتضمن أهدافًا قابلة للقياس وتتناسب مع قدراته. بعض الأطفال يحتاجون إلى فصول دمج أو مراكز تعليمية متخصصة. مركز عالم التوحد للتأهيل الطبي يقدم برامج تربوية فردية وفق كل حالة، تشمل التأهيل الأكاديمي والاجتماعي.
العلاج الدوائي:
لا يُستخدم الدواء لعلاج مرض التوحد نفسه، بل للتحكم في بعض الأعراض المصاحبة مثل فرط الحركة، القلق، التهيج أو اضطرابات النوم. يجب وصف الأدوية فقط بعد تشخيص دقيق من طبيب نفسي مختص، وبمتابعة منتظمة.
الدعم الأسري والمجتمعي:
من المهم أن يتلقى الأهل تدريبًا على كيفية التعامل مع الطفل في المنزل، وتشجيعهم على التواصل المستمر مع المعالجين والمدرسين. كما أن المشاركة في مجموعات دعم تساعد على تبادل التجارب وتخفيف العبء النفسي.
عوامل الخطر
هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث المرض، منها:
وجود حالات توحد في العائلة.
ولادة مبكرة أو نقص في الوزن.
تعرض الأم للتلوث أثناء الحمل.
إنجاب الطفل بعد سن 40 للأب أو 35 للأم.
اختلالات عصبية أو جينية معروفة.
فهم عوامل الخطر يساعد في التنبؤ بالحالات المبكرة وتقديم الدعم اللازم.
المضاعفات
إذا تُرك التوحد عند الأطفال من دون تدخل، فقد يحدث:
صعوبات أكاديمية: أو صعوبات التعلم.
اضطرابات نفسية: مثل الاكتئاب أو القلق.
انسحاب اجتماعي: عزلة وعدم استقرار بالتعاملات.
تحديات صحية: كالسمنة نتيجة قلة النشاط أو مشاكل النوم.
العلاج المبكر يقلل كثيرًا من هذه الآثار السلبية.
في نهاية المطاف
يبقى الوعي المبكر والتشخيص الدقيق عاملًا حاسمًا في تحسين حياة الأطفال المصابين بـ اعراض التوحد عند الاطفال. كل خطوة نحو الفهم والتأهيل تُحدث فرقًا حقيقيًا في مستقبل الطفل.
التواصل معنا في مركز عالم التوحد للتأهيل الطبي وبدء رحلة التقييم والعلاج لطفلك، يُسعدنا استقبال استفساراتكم عبر موقعنا الرسمي أو من خلال وسائل الاتصال المتاحة.
🌐 تعرف أكثر على خدماتنا عبر الموقع الرسمي: https://autiismworld.com/
الأسئلة الشائعة (FAQs):
هل التطعيمات تسبب اضطراب طيف التوحد؟
لا، الدراسات العلمية أكدت عدم وجود علاقة بين التطعيمات وظهور اعراض التوحد عند الاطفال أو الإصابة باضطراب طيف التوحد.
هل يستجيب الطفل لبرامج التدخل المبكر؟
نعم، التدخل المبكر يُحدث فرقًا كبيرًا في تطور مهارات الطفل وتحسين التواصل والسلوك.
هل يوجد برامج تأهيلية ذات فائدة للطفل المصاب باضطراب طيف التوحد؟
نعم، مثل العلاج السلوكي والنطق والعلاج الوظيفي، وهي تُعد ضرورية وفعّالة.
هل يستطيع المصاب باضطراب طيف التوحد الدراسة بمدارس عامة؟
يمكن ذلك في حالات التوحد الخفيف أو مع وجود دعم تربوي مناسب وخطة تعليم فردية.
هل يحتاج اضطراب طيف التوحد إلى كشف وقائي؟
لا يوجد كشف وقائي، لكن المتابعة المنتظمة وملاحظة الأعراض المبكرة ضرورية للتدخل المبكر.
هل توجد علاقة بين اضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
في بعض الأطفال، قد تتداخل اعراض التوحد عند الاطفال مع أعراض فرط الحركة، ويحتاجان لتقييم دقيق وعلاج مخصص.
هل سوء التغذية أثناء فترة الحمل له علاقة بالإصابة باضطراب طيف التوحد؟
تشير بعض الدراسات إلى أن نقص عناصر غذائية معينة قد يزيد من عوامل الخطورة، لكن العلاقة ليست مباشرة.
هل العلاجات التكميلية والعلاجات البديلة مفيدة لعلاج اضطراب طيف التوحد؟
بعضها قد يساعد في تخفيف الأعراض مثل اضطرابات النوم، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها.